​ما الذي يجري؟ ولماذا نحن هنا؟ ولماذا نعيش ولماذا نموت؟ وما قصة السعادة والشقاء؟

عرض جديد للإسلام يقدمه هذا الكتاب، نشأت فكرته بالتدريج بعد نشر كتاب "التصميم العظيم" لعالِمَي الفيزياء المعروفَين ستيفن هوكنج وليونارد ملودينوف، اللذين ادَّعيا فيه أن خلق الكون لا يحتاج إلى خالق "خارجي" مثل اللَّه. الأول من نوعه في الوقت الحاضر، وجاء ليردّ على هذه الادعاءات بأسلوب مبسّط وعلمي لفهم الإسلام الحقيقي الذي دعا إليه الرسول النبي محمد (ص)، ويدعو إليه القرآن الكريم، بعيدًا عن التشوّهات التاريخية التي طرأت، والانشقاقات التي أصابت صفوف المسلمين.

يناقش الكتاب وجودنا وعلاقتنا بالوجود ومصيرنا، ودور اللَّه في الوجود وعلاقته بنا، والرسالة (القرآن) التي بعثها اللَّه إلينا ودورها، وأهمية التعليم، وسبب بقاء القرآن كتابًا حيًّا لا يعتق. ويبحث في ارتباط مفهوم الحياة الدنيا بالآخرة، وما يتبع ذلك من موت وقيام الساعة والبعث والحشر والحساب والجنّة أو النار. ويستعرض دور وأهمية الصوم والزكاة والحجّ والقيم والعادات وسواها، ودور العائلة في صيانة النوع البشري وحفظه، وموقف الإسلام من "موقع" المرأة ودورها في العائلة وفي المجتمع الإنساني؛ كما يستعرض معايير الإسلام في الدولة وأنظمة الحكم، العدل والشورى، والحكم بما أنزل اللَّه... كما يوضح الالتباس في بعض المفاهيم الأساسية، كمعنى المسلم ومعنى الكافر وسواهما من الموضوعات.

كذلك جاء ردّاً على التطرّف الإسلامي الخطير الذي انتشر مؤخراً عبر ما يُسمّى تنظيم داعش وأشباهه، وقدّم عن سوء نية لا شك فيها صورة قاتمة مرعبة للإسلام والمسلمين، ويالكتاب محاولة لإجلاء الحقيقة، وتقديم الصورة الحقيقية للإسلام ومفاهيمه التي تتماهى مع التطور، ومع المفاهيم العلمية، ومع القيم الإنسانية العظيمة.

يسلّط الكتاب الضوء على جوهر الإسلام، مدعّماً، على امتداد النص، بالشواهد والأمثلة الحية، التي تؤكّد بما لا يقبل الشك ما تتحلّى به نظرية الإسلام من رؤية شاملة للحياة الاجتماعية والاقتصادية والتنظيمية، وما تنطوي عليه من حلول جذرية لمختلف ما يعترض الناس من مشكلات وقضايا؛ وكيف كانت تفتي في مجمل المسائل بوضوح لا يقبل الالتباس، وبمرونة بعيدة عن التزمّت.

هو موجه إلى غير المسلمين، كما إلى المسلمين، ليؤكّد لهم أن خلافاتهم التي أصبحت حربًا بلا هوادة، هي خلافات غير موجودة في أصل الإسلام الذي دعا إليه الرسول النبي محمّد (ص) ومارسه هو وأصحابه في حياتهم، والذي يدعو إليه القرآن الكريم، ويدعوهم لكي يأخذوا أدوارهم عبر المساهمة في الحضارة الحديثة. وهو موجّه أيضًا إلى الذين تحيّروا بين الإلحاد الذي تزيّنه