هذا الكتاب – موسوعة عن بيروت المحروسة – هو الأول في بابه يطلع به على الناس الصديق الأعز المحامي الكبير الأستاذ عمر زين، الأمين العام لاتحاد المحامين العرب، ليفي العاصمة اللبنانية وأهل العاصمة اللبنانية حقها وحقهم في أن يكون لتاريخها وتاريخهم مرجع موثوق كامل، يمكن أن يجد فيه الباحث كل ما يود من معلومات وتفاصيل موثوقة عن كل حي من أحياء بيروت، بل عن كل «زاروب» من زواريبها، وأي العائلات سكنت فيها وفي أي منازل، ومن كان أبرز وجوه هذه العائلات ممّن نبغوا في الحياة العامة، مع سردٍ وافٍ لسِيَرهم منذ ولادتهم حتى انتقالهم إلى الرفيق الأعلى. ولكم أنجبت بيروت من رجال قادة وطنيين ومن سياسيين ومن علماء في شتى فروع المعرفة، وكانت لهم الصفحات الخالدة في تاريخنا القديم وفي تاريخنا الحديث، مع العديد من السيدات البيروتيات اللواتي لم يكن نبوغهن أقل من نبوغ الرجال. وقد ذهب المؤلف الكريم في استقصاء هذه السّير من أوثق مصادرها بأسلوب البحث العلمي الذي يتصف بالإحاطة والشمول اتصافه بالدقّة البالغة من غير نقصٍ ولا انحياز، حتى جاء هذا الكتاب – الموسوعة فريداً في بابه، لن يستغني عنه حتماً، في منزله وبين يديه على الدوام، أي بيروتي حريص على معرفة أوسع التفاصيل عن آبائه وأجداده ومدينته الحبيبة وتطور عمرانها مع الزمن.

• محمد البعلبكي نقيب الصحافة اللبنانية

كتبت عن بيروت وأبنائها انطلاقاً من عام 1877 حتى الستينيات من القرن الماضي ليعرف القاصي والداني دور هذه المنطقة في التحرير والاستقلال اللبناني والعربي، ودورها في تعزيز الثقافة والعلم والقانون والتربية والفقه الأدبي والديني للناشئة، وفي إغناء المكتبة اللبنانية والعربية والعالمية بنفائس الكتب والمجلات والصحف، ودورها الرائد في النهضة الفنية والموسيقية والغنائية والمسرحية والروائية التي عرفها القرن العشرون.كتبت عنها ليقرأها الأبناء والأحفاد وليعملوا على خطها ووفق سلوكها وأخلاقها وشهامتها ومروءتها وليحملوها جيلاً بعد جيل.
كتبت عنها كي تبقى في بيروت روح الألفة والمحبة والتضامن والتكافل بين أبنائها.كتبت عن هذه المنطقة كي تبقى لبيروت قيمها وروحها التي عُرفت بهما، ولنحميها ممن يحاولون، بالترغيب الرخيص، تغييرها باتجاه المذهبية والتعصّب والانعزال والفساد والمفسدين، ونكران تاريخ هذه المدينة وجغرافية هذا الوطن.كتبت عن البسطة لمنع حصول تزوير في المبادئ والتاريخ، تحاول حفنة لا تتجاوز أصابع اليد القيام به.